الخميس، 13 مارس 2014

قصة نجاح هنري فورد


ولد هنري فورد في 
1863/7/30 
خلال الحرب الأهلية التي نشبت بين الولايات المتحدة الجنوبية والولايات الشمالية ، وكان انتصار الولايات الشمالية عاملاً في توحيد الولايات المتحدة، كان لنهاية الحرب حافز لأمريكا للتطور والتوجه نحو التطور الصناعيفي مزرعة في ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية ،وكان الابن الأكبر في عائلة مكونة من أربعة أولاد وبنتين،هاجر أهله إلى الولايات المتحدة من أيرلندا العام 1843 .


 وعلى الرغم من أن هنري فورد ولد وعاش طفولته في مزرعة ، لكنه ما لبث أن أظهر اهتماماً في النهضة الصناعية ، وهذا طبعاً لم يعجب والده الذي أراد أن يكون معه في المزرعة .

لكن هنري كان يكره الزراعة ويحاول الهروب قدر المستطاع من هذه المهنة ،وكان هنري فورد نشيطاً بخاصة في الأمور التي ترتبط بالميكانيكا وتصليح أي شيء يرتبط بذلك.


وفي الثانية عشرة من عمره كانت هوايته هي تصليح الساعات لأصحابه على مقعد قديم في غرفته.
 في عام 1876 
توفيت أمه  مما سبب له صدمة ولم يعد يستطيع أن يكمل في الزراعة ، وبعد 3 سنوات من وفاة أمه عمل كميكانيكي في ولاية ديرويت، وكان عمره آنذاك 16 سنة وخلال تلك الفترة أنضم المحرك البخاري إلى اهتمامات هنري فورد ، ويقول عن تلك الأيام أنه دهش عندما رأى القطار البخاري لأول مرة وهرع إلى سائق القطار يسأله عشرات الأسئلة عن القطار وكيف يعمل . 

كان يعمل في النهار في الورشة ، وفي الليل يمارس هوياته في تصليح  الساعات التي يعشقها ولحاجته إلى المال أيضاً . وظلت فكرة تأسيس محل لتصنيع الساعات تراوده لمدة 3 سنوات ، لكنه عندما أحس بحجم المصاريف التي يحتاج إليها وطبيعة السوق غير رأيه لأنه وجد أن عليه تصنيع عدد كبير من الساعات ليكون السعر مخفضاً ومقبولاً بخاصة أن الساعات في تلك الأيام كانت من الكماليات لأن الشوارع كانت مملوءة بالساعات الضخمة .
وكان لدى هنري فورد قناعة وهي : " إذا أستطعت أن تجد طريقة لتصنيع شيء يريده الناس بسعر منخفض فأنت على طريق يؤدي بك إلى نجاح عظيم .

وفي عام 1891 التحق فورد للعمل كمهندس في شركة أيدسون للكهرباء في ديترويت ، وكان فجر الكهرباء قد ابتدأ بالبزوغ وفي خلال أربع سنوات أصبح رئيساً لمحطة كهرباء .

رحلة تصنيع السيارات 



شغفه بالمحركات وعملها كان طاغياً في حياته وتعلم هنري فورد كيفية صنع المحركات ببطء شديد وجهد كبير ، ولم يكن ذلك سهلاً لأنه بدأ من الصفر تقريباً وتعاون هنري مع ميكانيكي آخر اسمه جيم بيشوب ، ونجح الاثنان في تصنيع سيارة تسير على الطريق بعد سنتين من الأبحاث .كانت السيارة عبارة عن دراجة هوائية وضعا لها محركاً مربوطاً بحزام مطاطي بالعجلات الخلفية ، وأسمياها الدراجة ذات العجلات الأربع . وكانت التجربة الأولى في شهر يونيو 1896 ،  ولأنه يحب التطوير الدائم باع السيارة بـ 200 دولار ليصنع سيارة أفضل .واجه هنري فورد موقفاً يتطلب منه قراراً صعباً .وبعد ان علمت شركة إيدسون للكهرباء أنه باع أول سيارة  وتاجر بها ، وحاولت ترقيته إلى وظيفة مدير عام للمحطة بشرط أن يترك العمل في أي  مجال آخر ويتفرغ للعمل في ايدسون فقط .
كانت الترقية بالنسبة إلى هنري زيادة كبيرة في الراتب ، وذلك يعني أنه يستطيع أن يشتري المعدات اللازمة ، ويستأجر مكاناً كبيراً لتصميم السيارة الجديدة ، لكن حسب الشرط كان صنع السيارة الجديدة هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يفعله ، 
وإذا أراد أن يصنع سيارة عليه تأمين أموال وشركاء ، فيما يحتاج هو إلى راتب مضمون يعيل به عائلته .

وبعد صبر وعناء من التفكير وجد ضالته عندما عثر على من يدعمه وهو ويليام مورفي الذي كان تاجراً للخشب ، مع بعض التجار وتم تأسيس شركة ديترويت للسيارات،عندها استقال هنري فورد البالغ من العمر 36 عاماً ، من شركة أديسون وأصبح كبير المهندسين في الشركة الجديدة ، وكان الثمن أنه قبل العمل الجديد براتب أقل .




على الرغم من أن فورد كان بارعاً في هندسة السيارات ، إلا أنه لم تكن لديه خبرة في إدارة الأعمال ، بخاصة  في الحسابات والأرقام ، وفاجـأته الحقيقة وحجم المصاريف في الحياة العملية وكان ايضاً  شخص لا يحب العمل مع الآخرين ، ولا يجب أن يعارضه الآخرون ، ويعتبر أنه إذا لم يوافق الآخرون مائة  في المائة معه فمعنى ذلك أنهم ضده .

 كان شخصيته تحتوي على العبقرية وكذلك على ثقة في النفس تصل إلى حد الغرور 
كان يعتقد أنه دائماً على حق ، مما جعل داعميه في حالة غضب دائم منه ، بخاصة أنه خلال 15 شهراً لم يتم تصنيع سوى بعض السيارات ، فيما الشركة مثقلة بالديون .

 وعندما ضاقوا ذرعاً به أجتمع الشركاء المديرون وقرروا في شهر نوفمبر تصفية الشركة وبيع المعدات , وطرد هنري فورد من منصبه .

ولم يحضر هنري الاجتماع , وقال لزميل له 
(إذا سألوا عني ، قل لهم أنني تركت المدينة ) وذلك بسبب أن هناك شيئاً واحداً لا يطيقه وهو أن يقول له أحد أنه فشل .

وكانت هذه المرحلة أسوأ المراحل التي مر بها فورد ، لقد فشل وصار عاطلاً عن العمل ، على الرغم من أنه لم يعترف بذلك ولم يستطيع أن يؤمن المتطلبات الحياتية لعائلته ، فانتقلوا إلى منزل والده ، وبدأ القلق يتسرب إلى نفس زوجته  خوفاً على مستقبل العائلة
.

 وبعد شهور من الإحباط ، أستطاع فورد أن يقنع بعض الممولين من الشركة القديمة بتأسيس شركة لتصميم سيارات للسباق ،وعلى الرغم من أنه كان مقتنعاً بتصميم سيارات وبيعها بسعر منخفض ، إلا أنه رضخ لتصميم سيارات مكلفة كسيارات السباق لأنها رغبة الشركاء .

وبالفعل قام هنري فورد بتصميم سيارات للسباق وكانت ناجحة  وقام بالمشاركة في السباق وأصبح بطل لسباق السيارات في عام 1901،
 ودامت الشركة الجديدة 16 شهراً قبل أن يختلف فورد مع الذين دعموه مرة أخرى .
 
استمر فورد في تصميم سيارات السباق بدعم من متسابق كان يعرفه اسمه كوبر، لكن هذه العلاقة لم تدم طويلاً ، وأصبح الناس يرونه كجالب للنحس . فعلى الرغم من كونه ميكانيكياً بارعاً ، إلا أنه كان من الصعب أن يتأقلم مع الناس .

كان عمر فورد 40 عاماًَ ، عندما بدأت الأفكاره تتزاحم في ذهنه ، وكان أ ول من فكر في بيع السيارات في صالات العرض ، وبذلك بدل أن ينتظر الناس ليتصلوا يستطيعون الحضور وتجريب السيارة . 

هذه الأفكار كانت ثورية في عالم صناعة السيارات ، وقد مر 20 عاماً على اختراع المهندسين الألمان غوتليب ديملر وكارل بنز سيارات تعمل بمحرك الوقود ، لكن هذه السيارات كانت للأغنياء فقط ، وكانت تصنع باليد ، أما حلم فورد فكان أن يصنع سيارات تكون في متناول الجميع ، وليست حكراً على الطبقة الغنية ، كان يريد سيارة تركبها كل عائلة بجميع أفرادها . اكتسب فورد خبرة في فن البيع والتسويق ، لأنه اكتشف أن صناعة السيارات شيء وبيعها شيء آخر تماماً .ذاعت شهرته في ديترويت لكنها للأسف كانت سيئة .

رجل واحد كان يؤمن لهنري فورد يدعى الكسندر مالكولمسون وكان أهم تجار الفحم في المدينة ، وفي 1906/6/16 تم تأسيس شركة فورد لصناعة السيارات ، حيث تولى فورد منصب نائب الرئيس . وقد لعب محاسب مالكولمسون جيمكس كورنس ، والذي انضم إلى شركة فورد كمدير عام للشركة ، دوراً مهماً في بدايات الشركة ومراحل تطورها .
بدأت الشركة بتصميم السيارات بشكل واسع ، وبدأ التطور شيئاً فشيئاً من سيارات فورد التي تم انتاج 600 سيارة منها في السنة الأولى

كان هنري فورد مهندساً بالخبرة لذلك لم يكن بإستطاعته قراءة الرسومات الهندسية، لذلك كان يعمل بحدسه وهذا سبب ازعاجاً لشركائه.
وبعد تطور الشركة نوعاً ما ، عاد فورد إلى حلمه القديم وهو تصنيع سيارات بعدد كبير وبسعر قليل . ومن دون أن ينتظر مناقشة الموضوع مع شركائه أعلن في صحف ديترويت في عام 1905 أنه يستطيع أن يصنع 10000 سيارة تباع الواحدة منها بسعر 400 دولار .
 وسبب ذلك دهشه وغضباً بين الشركاء وأصبحت القطيعة حتمية جمع فورد الشركاء واشترى  85 في المائة من الأسهم ،
 وبذلك حقق حلمه الذي بدأ منذ رحيله من شركة ديترويت للسيارات 

مقولاته




  • سر النجاح يكمن في أن تفهم الرأي الآخر.

  • سياراتنا متوفرة بجميع الألوان بشرط أن تكون سوداء.
  • العمل الذي لا يحقق غير أرباح مادية هو عمل ضعيف.
  • العقبات هي تلك الأشياء المخيفة التي تراها عندما ترفع نظرك عن هدفك.
  • الفشل ليس سوى فرصة لتجربة طريق آخر.
  • لا يوجد شيء صعب عملياً إذا قمت بتقسيمه إلى أعمال صغيرة.
  • الفشل هو الفرصة التي تتيح لك البدء من جديد بذكاء أكبر.
  • أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين.

     يثبت لنا فورد أن الفشل في البداية لا يعني اليأس ، وهو مثال حي على إنسان آمن بفكرة ومبدأ وعمل لها بكل جهد وعزيمة حتى عندما كانت المصادر معدومة.



نبذة عن الكاتب

أسمي محمود بهنس من مصر مهتم بـالتفنية وتطوير الذات وقصص ومسيرة الناجحين


قال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

Bahnass55

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

^ إلى الأعلى