الثلاثاء، 11 مارس 2014

رائد أعمال مصري يفوز بجائزة رواد الأعمال المهاجرين بالسويد



فاز المصري عماد بيومي، صاحب "مخبز الأهرامات" في السويد، بجائزة لرواد الأعمال المهاجرين لفئة الأعمال الرائدة والتي تسلمها من الملك كارل جوستاف السادس عشر في عام 2013.
وذكر بيان للسفارة السويدية بالقاهرة، أن الجمعية الدولية لريادة الأعمال في السويد تمنح هذه الجائزة لأحد المهاجرين الذي استطاع أن يفتتح عملاً خاصًا له ويساهم في نمو السويد بالرغم من الظروف الصعبة والعقبات.

نشأته ووصوله الى السويد

يقول بيومي في حواره  لـ "الكومبــس"، إن حظه في الدراسة لم يكن وافراً، حيث درس سنة أولى فقط، بعدها بدأ حياته العملية في مخبز، بناه جده في العام 1962، في الوقت نفسه كان يمارس مهنة الفلاحة مع عائلته، وتدرج في العمل ضمن هذين المجالين، حتى كان له مخبزه الخاص وهو في الرابعة عشر من عمره فقط.


إستمر بالعمل في مخبزه الخاص حتى العام 1979، حيث تركها مسافراً الى العراق للعمل، ثم رجع قافلاً الى مصر من جديد، ليعمل في مجال الغطس هذه المرة بشرم  الشيخ، حيث تعرف على إمراءة سويدية، تزوج منها، وغادرا معاً الى السويد .

يضيف: "حاولت منذ اليوم الأول لوصولي السويد، البحث عن عمل بنفسي، وإشتغلت في شركة بناء وإعمار، ولكن وخلال العامين الأولين من وجودي فيها، أحسست برغبة للعودة الى مصر، بسبب الأجواء الباردة جداً والشوق الى بلدي، إلا أن زوجتي  رفضت . 
يقول: "كنت أحلم دائماً بالعيش في مصر ولا زلت كذلك ولم يكن لدي فكرة العيش في اوربا".



البداية
          
       
 


بعض الأفكار قد تكون كالمصابيح التي تنير لنا دروب لم نكن لنراها في السابق. إحدى تلك الأفكار خطرت على بال بيومي، وهو يعيش صراعاً داخلياً مع نفسه بين ان يترك زوجته وأولاده الأثنين ويغادر الى مصر او ان يبقى في السويد ويستمر في محاولة التأقلم.

يقول: "عندما كنت أفكر بترك السويد، لم يكن في جيبي غير 400 كرون فقط، حينها كنت قد تركت العمل. 


وأذكر ذلك اليوم، اني منحت نفسي إستراحة من التفكير بالأمر وفي الطريق عرجت على متجر لشراء علبة سجائر، وهناك أستوقفتني أكياس الطحين المرصوفة على الرفوف، وحينها خطرت لي فكرة، لماذا لا أُرجع مهنتي القديمة وأعمل خبازاً؟ ولماذا أترك زوجتي وأطفالي؟ حينها قررت شراء عدة أكياس من الطحين، كلفني حينها قرابة 320 كرون، توجهت بها الى المنزل.
ويتابع: " إندهشت زوجتي من أمر أكياس الطحين، وإندهشت أكثر عندما أخبرتها بأنني قررت فتح مخبز، مستغربة كيف سنفعل ذلك ونحن لا نملك غير 400 كرون"!



قول: " لم تصدقني زوجتي عندما أجبت على سؤالها بأني ذاهب لبيع الخبز، ربما إعتقدت حينها بأن خلل أصاب عقلي، لجهة ان طريقة بيع الخبز هذه غير متبعة في السويد، لكني نفذت ما فكرت فيه، وبدأت ببيع الخبز قبيل الساعة الخامسة مساءً. كنت أطرق على الأبواب، وأعرفهم بنفسي، البعض كانوا يشترون مني وأخرون يعتذرون. بعت رغيف الخبز بـ 15 كرون، وإستمريت حتى الساعة الثامنة مساءً، وكان ثمن ما بعته ذلك اليوم يزيد عن 2000 كرون"!


في اليوم التالي، أجرى بيومي وزوجته الأجراءات اللازمة من أجل الحصول على موافقة فتح مخبز في المنطقة. يقول ساخراً: " ربما الناس في منطقتنا كانوا يعطفون على زوجتي ويقولون إنها تزوجت من مصري مجنون، فيما كان دخلي اليومي يترواح بين 2000-3000 كرون يومياً".


من ضمن ما فكر به، هو الطلب من أصدقاء له في فرقة موسيقية، تلحين أغنية، يختار كلماتها بنفسه، تساعده في بيع الخبز، فكان له ما أراد.

يقول: طلبت من أصدقاء لي، أنشأوا فرقة أطلقوا عليها "سفانا روبين"، بأن يلحنوا لي أغنية، انا من يقوم بأختيار كلماتها، تساعدني في بيع الخبز، وتقول كلمات مطلع الأغنية وهي باللغة السويدية: "أنا الخباز السعيد وإلي يأكل خبزي حيعيش سعيد...".

وإستجابت الفرقة لطلبه، ولحنت له الأغنية، حيث سجلها على شريط، يعيد الأغنية من جديد حال إنتهاءها في كل مرة، ونصب مكبرات صوت على سيارته ووضع الشريط، ونزل ليبيع خبزه.

يتابع القول: " رغم ان الطريقة كانت عامل إزعاج للبعض، الا ان الناس إشتروا الخبز مني".

وعن مشاعره حول ذلك، يقول: " يفتخر الواحد وهو يلتقي الملك، لم أدخل المدرسة، لكني دخلت السويد وعملت بجد ووصلت الى مرحلة، كُرمت فيها من قبل الملك، وهذا شرف كبير لي".


وعماد بيومي يعتبر نموذج مشرف لرائد الأعمال المصري بالخارج

عمار يامصر 



نبذة عن الكاتب

أسمي محمود بهنس من مصر مهتم بـالتفنية وتطوير الذات وقصص ومسيرة الناجحين


قال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

Bahnass55

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

^ إلى الأعلى